ضحايا عصابات عباس.. شهداء على طريق النصر والتمكين

ضحايا عصابات عباس.. شهداء على طريق النصر والتمكين

شهداء قضوا نحبهم ودفعوا ضريبة الدم من أعمارهم رحلوا وهم يشكون ظلم ذوي القربى وكيدهم ومكرهم ...شهداؤنا هذه المرة لم يسقطوا على أيدي المحتل الصهيوني وإنما كانوا ضحية زمرة فاسدة وأجهزة صهيوأمريكية حملت أجندة خارجية وسعت إلى تطبيقها بكل قوة ... عصابات عاثت فسادا بأمننا وأماننا قتلت وروعت وهددت ودمرت .. هدفها ضرب كل مقاوم ومجاهد أينما حل وتواجد ..دائما تسعى لأن ترسخ مبدأ الانبطاح والتسوية فلا ترى غيرها وكل من يخالفها هو مستهدف من قبلها ..
بالأمس غزة
فليست غزة عنا ببعيد .. هناك وعلى أرضها الطاهرة الحبيبة سفكت دماء أئمة وعلماء مجاهدين على أيدي هذه الفئة الخارجة عن القانون ..بلا ذنب أو جرم يخطف العالم من بيته وأمام أسرته ليعود لهم مضرجا بالدماء كما هو الحال مع الشيخ محمد الرفاتي فالذنب الوحيد له هو أنه يحمل الإسلام منهجا ويسعى لتطبيقه على أرضه ... وعالم هناك يقتل بداخل محرابه ومسجده وبين طلابه فلم تغب عن أذهاننا ذكراك يا مسجد الهداية ..بداخله مارست هذه الأجهزة حقدها على كل ما هو إسلامي ..فقتلت الإمام زهير المنسي ليمضي هو الاخر شهيدا يلقى ربه شاكيا ظلم أجهزة صهيوأمريكية لا تحمل سوى الحقد والقتل ..
ومجاهدون يرابطون على الثغور يحمون حمى الوطن عجز المحتل عن معرفة طريق لهم حتى يأتي اليوم الذي يقتلون ويستشهدون على من رصد كل وقته وجهده لملاحقتهم أمثال جمال أبو سويرح والقائمة تطول لذكراهم..
عصابات خارجة عن القانون لاحقت وطاردت كل من يسعى لكشفها وكشف رؤوس الفتنة فيها ...ويأتي الدور ليدفع المجاهد الذي رسخ قلمه لكشف مكائدهم وحقدهم حتى يغيبوا الحقيقة وحتى يطمسوا صوت الحق ..قتلوا وخطفوا العديد من الصحفيين فهم لا يريدون لصوت الحق أن يعلو ولا يريدون للحقيقة أن تظهر .. ولم ننسى يوما مقتل الصحفيين الذين قتلوا بدم بارد أمثال محمد عبده وسليمان العشي ...
وفي الضفة يتكرر المشهد
خطة دموية بعد فشل تطبيقها هناك بغزة هاشم انتقلت بها هذه العصابات العنصرية الفئوية إلى الضفة الغربية لتصبح مسرحا للتطبيق..بات الحقد محركا أساسيا لها فالقتل على الهوية والانتماء هو الأساس ..القتل لأجل القتل فقط هو محور هذه الجماعة التي زرعت الفتنة بين الشعب ورسخت الانقسام بينه ...
ويبدأ التطبيق ..هناك بين حنايا المسجد يقف خاشعا بين المصلين وفي الليلة هي الأجل قدرا عند الله عز وجل تستبيح هذه الفئة الضلالية حرمة المسجد لتختطف أنيس السلعوس حتى يعود مقتولا ويرتقي إلى الله شهيدا في ليلة لم يرع خفافيش الليل حرمتها ...
وتمضي أيام وشهور قلائل وحقد القتل تربع في قلوبهم ليقتلوا شابا حافظا للقران الكريم إمام مسجده طالبا بكلية الشريعة الإسلامية تعرفه الجامعة بأسرها بدماثة أخلاقه رحلت يا محمد رداد ودماؤك شاهدة على غدر وظلم وحقد هؤلاء ...
ولم تهدأ قلوبهم فخطتهم هي سحق حماس وسحق جنودها ومجاهديها ..ليكون الضحية هذه المرة هو إمام مسجد كوبر الشيخ مجد البرغوثي "أبو القسام " هو الإمام منذ أكثر من عشرين سنة تربت على يديه الأجيال وما فتئ أن سخر علمه لنصرة الحق والحقيقة ... ويأتي اليوم الذي يخطف هذا الشيخ الجليل من أمام مسجده وهو صائم لم تسمح له هذه القلة الحاقدة أن يفطر بين عائلته وأطفاله ..لتأخذه إلى سجونها بل الأجدر أن نقول إلى مسالخها ..تسعة أيام قضاها في عتمة الزنازين وتحت أسواط الجلادين ..رأى الموت بعينه ..تفننوا في عذابه ..تارة بالشبح وأخرى بالضرب الشديد ..والأقسى من ذلك كله آثار الحروق التي باتت واضحة على جسده لتكشف كل حقدهم وكل أساليبهم الملعونة ضد أبناء الإسلام...رحل الشيخ البرغوثي ليحمل بين دمائه قصة ظلم جديدة سطرتها فئة باعت ضميرها وتخلت عن إنسانيتها...
خليل الرحمن
واليوم تعود بنا الذاكرة للخلف هناك في خليل الرحمن وبداخل الحرم الإبراهيمي الشريف وقبل أربعة عشر سنة من هذا اليوم تعود لتحلق في ذاكرتنا تلك المجزرة التي قتلت وسفكت دماء ثلاثين من المصلين القائمين بين يدي الرحمن ... مجزرة كرست كل الحقد على الإسلام وأهله ... تعود اليوم لتجدد معها مجازر مماثلة هنا في الضفة وغزة..ولكن يبقى الفارق الوحيد أن ما حدث بداخل حرمة المسجد الإبراهيمي هو على أيدي عدو لنا عدو صهيوني حاقد أما الذي يجري هنا فهو على أيدي من ينتسبون لفلسطين بالاسم ويدعون أنهم إخوان لنا .. فأي أخوة تلك التي تدفعك لقتلك أخيك لمجرد انتمائه ولحيته

وأخيرا ..فلا زالت تلك العصابات السوداء بكل مسمياتها تعيث بأمن الضفة فسادا ودمارا ... فسجونها لا زالت تكتظ بالمختطفين من أبناء الإسلام ..ولا زالت أساليب التعذيب والتنكيل على أشدها في أقبية التحقيق والزنازين ... فهل يا ترى ستكون دماؤك يا مجد آخر الدماء التي ستسيل على يد هؤلاء القلة القاتلة ..أم أن الضفة ستصحو يوما على جريمة وضحية جديدة لتزيد صفحات الذل والعار لمن ارتضوا أن يكونوا أعوانا وحلفاء للمحتل ...